تقنية علاجية جديدة لتحسين نوعية حياة مرضى باركنسون

تقنية علاجية جديدة لتحسين نوعية حياة مرضى باركنسون. تؤثر الإصابة بمرض باركنسون أو أي من اضطرابات الحركة كثيراً على جودة حياة المريض واستقلاليته. فكما هو معروف إن الجسم يتحكم بكل حركة من حركاته عن طريق الاتصال بين الدماغ والحبل الشوكي والعضلات. كذلك تنجم اضطرابات الحركة عن خلل في عمل الدماغ يؤدي إلى حدوث حركات لاإرادية تتراوح بين خفيفة وشديدة. والتي من الممكن أن تعيق قدرة المريض على القيام بالمهام اليومية. ولكن في الدارسات الأخيرة تم الكشف عن مضخة لمكافحة أعراض مرض باركنسون في مراحله المتقدمة. والتي ستعطي الأمل لملايين الأشخاص المصابين بهذا المرض حول العالم.

تقنية علاجية جديدة لتحسين نوعية حياة مرضى باركنسون

تقنية علاجية جديدة

تم ابتكار تقنية لمعالجة بعض مرضى باركنسون، وهي عبارة عن جهاز يسمى مضخة أبومورفين، يحمله المريض على مدار الساعة أو خلال النهار. وكما يمكن أن يضعه في جيبه أو يعلقه في حزامه أو حول رقبته أو سوى ذلك، وستتولى المضخة حقنه بالعلاج تلقائياً.

كما يعتبر أن استخدام جهاز حقن مستمر لمكافحة أعراض مرض باركنسون، مشابه لمضخات الأنسولين لمرضى السكر. الأمر الذي سيشكّل علاجاً كفيلاً بتحقيق نتائج مشجعة على المدى الطويل. وذلك لدى بعض المرضى الذين بلغ مرضهم مراحل متقدمة، بحسب دراسة فرنسية.

وكذلك أوضح أحد معدّي الدراسة ” طبيب الأعصاب إيمانويل فلامان روز ” أن نوعية الحياة تستقر والتقلبات الحركية (أي تناوب التحسن وعودة الأعراض) تتحسن بعد عامين. وذلك لدى بعض المرضى المعنيين.

كما تأتي أهمية هذه الدراسة في كونها تُظهِر أن عدداً معيناً من المرضى يمكنهم الاستفادة من هذا العلاج الذي لا يزال استخدامه محدوداً. وكذلك فإن واحداً فحسب يتبع هذا العلاج من كل مريضين يمكن أن تبرر حالتهما استخدامه (بعد عشر سنوات من تطور المرض).

هل يمكن تطبيق هذا العلاج على جميع المرضى؟

ولكن مع الأسف إن هذه التقنية لا تنطبق على جميع مرضى باركنسون. حيث أن هناك حالتين تنجمان عن تطور المرض. في إحداهما لا تعود علامات المرض، كالرعشة والتيبس والبطء، حيث يستجيب المريض للعلاجات” بأقراص قابلة للبلع.

أما في الحالة الأخرى،ط فتبقى العلاجات فاعلة، ولكن مع وجود اختلافات كبيرة خلال اليوم. أي أنه عندما يأخذ الأشخاص أقراصهم يتحسنون، ثم بعد زوال مفعولها يتراجع وضعهم، وهكذا دواليك. ومع ذلك، فإن بالنسبة إلى هؤلاء المرضى، تشكّل العلاجات المستمرة خياراً جيداً.

التقنية العلاجية الجديدة ليست حلا سحريا


ولقد تابع الباحثون ضمن هذه الدراسة تطور حالة 110 مرضى في مرحلة متقدمة على مدى عامين، عولجوا بمضخة أبومورفين. وكانت خلاصة الدراسة إلى أن العلاج مفيد خصوصاً للمرضى الذين كانوا يعانون أصلاً التقلبات الحركية قبل بدء العلاج.
و كانت النتيجة حسب أحد الأطباء نتيجة رائعة لمرض تنكسي، حيث على مدى عامين في مرحلة متقدمة، نتوقع بالأحرى تفاقم الحالة. إلا أنه توخياً للدقة لا يعتبر علاجاً يشفي العلامات التي لم تكن تُعالَج من قبل. بل يمكن أن يساهم في تجنّب التقلبات عندما يكون علاج آخر يحقق نتيجة. حيث إنه لا يبطئ تطور المرض، إنما يعالج الأعراض فحسب”.

كما أن هذا الجهاز يشبه ” مضخة الأنسولين لمرض السكري”. حيث أنه عندما يكون السكر مرتفعاً جداً في مرض السكري فيتم خفضه. أما في مرض باركنسون فيكون الدوبامين (وهو جزيء موجود في المخ) منخفضاً جداً فيتم توفير الكمية اللازمة منه باستمرار عبر المضخّة.

وكذلك عندما يأخذ المريض قرصاً، يُؤدي ذلك إلى ارتفاع مفاجئ للدوبامين في الدماغ، ثم يتراجع هذا المستوى، وهذا ما يتسبب بالتقلبات. أما مع العلاج المستمر، فيكون الأمر أقرب كثيراً إلى ما يحدث طبيعياً في جسم الإنسان.

ما هو مرض باركنسون؟

هو مرض يصيب الجهاز العصبي ويؤثر على الحركة. كما يحدث مرض باركنسون نتيجة تغيرات في المنطقة الصغيرة من الدماغ المسؤولة عن حركة الجسم. وكما أنه يعد مرض تقدمي، أي أن أعراضه تظهر بالتدريج، على مدى أسابيع أو أشهر أو حتى سنوات أحياناً. غالباً ما يربط المرضى أعراض هذا المرض بالتقدم بالسن في البداية، وغالباً ما تتم ملاحظة التغيرات الأولى على المريض من قبل أفراد العائلة والأصدقاء. 

من أكثر أعراض المرض انتشاراً تباطؤ حركة الجسم كاملاً (وهو ما يلاحظ عادة عند المشي) والارتعاش والرجفان وتيبس العضلات مما يسبب انحناء الجسم. كذلك تتضمن الأعراض الأخرى التحدث ببطء وبصوت أكثر نعومة وتغيرات مزاجية وقلق واكتئاب وغياب تعابير الوجه وفقدان حاسة الشم. 

كما تتفاوت أعراض مرض باركنسون بين أعراض خفية وشديدة، لكن الحصول على العلاج المناسب يمكن أن يتيح للمرضى التمتع الكامل بحياة نشيطة. 

وبشكل عام سبب مرض باركنسون غير معروف، ولكن يعتقد أنه ينطوي على عوامل وراثية وبيئية. وهناك أيضا خطر متزايد في الأشخاص المعرضين لبعض المبيدات ومن بين أولئك الذين أصيبوا بإصابات في الرأس. في حين أن هناك خطر أقل في مدخني التبغ وأولئك الذين يشربون القهوة أو الشاي.

ولمعرفة آخر أخبار العروض والتخفيضات في المملكة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *